بسم الله الرحمن الرحيم ..
جلست في السيارة أتأمل وجوه المارّة، ليس تأملاً خاصاً، إنما هو بفعل الفراغ المصاحب للحظات انتظار أخي ليكمل طريقه
لمرادنا بإذن الله
وفي لحظات الانتظار، اجتاحتني بعض المقولات عن تغير حال المجتمع في الآونه الأخيرة بعدما ظهرت العصرنة، والليبرالية،
والحرية هتافات كل الشعوب.
وبخيالي أيضاً ظللت أفكر في كل الدول التي طالبت بالحرية وبالأخص هنا بالمملكة كونها الدولة التي أعيش بها
وأصابني الفضول أكثر لأقارن بين عصرنا وعصر التابعين، وعصر الصحابة، وعصر النبي صلى الله عليه وسلم، وسلف الأمة أعلم أن كل عصر منهم
يحتاج لموضوع خاص به لكن بالعموم ما توصلت به في عقلي، بعد أفكار تأتي وتروح، أن ما أفسده الأولون من المنافقين والمعتزلة
وأشباههم ليس ببعيد عما يقوله الأخرون
قطع حبل أفكاري مجموعتين من الشباب والفتيات
وحين بدأت بمتابعة تحركاتهم وكيفية أذيتهم لبعضهم والآخرين من حولهم، بصوتهم العال، والشتائم التي
لا حصر لها كأنها الزفير
وما يفوق ذلك بالمنظر، خلتنى كررت بعقلي، ليت عمر بن الخطاب هنا يراهم، ليته يفعل، فمن كان أشد غيرة
على الدين منه رضي الله عنه
سبحان الله .. في الواقع حين أقرأ مذكراتٍ كثيرة من تلك الفئة، أو مدوناتهم، أو شئ يخصهم أجدني أردد ثم ماذا ؟ !
ماذا بعد أن تطيل الشعر حد الشعث ؟! وتسقط الملابس حد الزوال؟! ثم ماذا ؟!
ماذا بعد لو عرفت أن هذه الهيئة هي هيئة الشيطان كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم ؟! فهل تعي ما هو الشيطان ؟!
وبرأيي لا أعتقد أن هناك فتاه تحب الشياطين لنكون صريحين، وليس الأمر كما هو واضح لك دوماً، فللموقف أكثر
من زاويةٍ تُرى فيها
استغرب كثيراً ما داعي أن تصبح بارزاً مشهوراً ومبهراً .. وفاتناً بنظر فتيات أقرب وصف يليق بعقولهن الخفه والفراغ ؟!
واستغرب أيضا ..وأكثر، فماذا بعد أن نتعلم التحرر من الدين، والأخلاق، والعائلة، والانتماء، ماذا سيبقى بالأساس لنتمسك به ؟!
ظل فكري يدور ومازلت أتخيل عهود مضت وكان يُرى فيها الغادي، والرائح يحملون سمت الإسلام، سمت الاحترام..
لعالمنا الآن الذي أَجْبر الآخرين على معاملته بالأقلية والدونية، فقط قبل أن يتحدث معه ومن مظهره !
في الحقيقة لم أستاءُ كثيراً من هيئة الشباب بكثرة استيائي لهيئة الفتيات
حقاً الأمر محزن، محزن أن هناك ما يزال فتيات لم يفهموا أن أكثر أهل النار منا بعد ..
مازالوا لم يستوعبوا أن أشد فتنة على الرجال هم نحن ..
ومازالوا لم يعوا أن الله بدأ قوله تعالى " والزانية والزاني " دلالة على أن المرأه هي التي تدعو غالباً لهذا وتكون سبباً
أولياً له بمنظرها وشكلها ..
ولا علم لي متي ينبغي أن يفعلوا ؟!
متى ينبغي أن نتوقف فعلا عن فعل التوافه وبالفعل نشعر بالإنتماء، للدين، للعقيدة، للحرية من المعاصي، متى نتوق لإختيار
الإسلام في كل شئ ؟؟!
وحين فقط يسألني أحد ماذا أتمنى من خلال تدوينتي؟
سأخبره بكل بساطه أنني أتمنى أن أنتقل معكن عبر المجره كلها في حديث ممتع حول ما يصح وما لا يصح
وانتقي لكل منكن مثالًا عطراً كطيب ذكراكن وحسنكن..
بالفعل فماذا بعد تمكن إجابته لديك ..
وماذا بعدي ؟ يكمن الجنة بصحبتكن بإذن الله كما أرجو ..
في الحقيقة ليست المشكلة كثيراً فيما يفعله الأشخاص بالظاهر، فما يكمن بالداخل يهمني أيضاً
لكني لست أنتقد أو أهاجم الأشخاص بفعلهم، بل كل ما يحزنني أن القلب خاوي والعقيدة والإيمان الداخلي قد فرغ عن
آخر قطره فيه، ففي عقل كل شخص منا، مبادئ، أفكار، قواعد، واختيارات..
فكيف نبنيها جميعاً ؟؟
::::::::::::::::::
في كل مرة أحاول أن أستجمع فيها الحديث بعقلي لأركز وأكتب، أجد مجموعة جديدة من البشر
تسير أمامي، وكأنها تقصد
الشتات لي
بالطبع جاعلة أفكاري تطير، وعقلي يناشدني التريب والهدوء
وأعود لأنسج من جديد بعقلي بعض العبارات التي تجتاح الخيال دون سابق إنذار ..
وكأنها تعطي بعد الحلول لتصرفات فقد العقل تبريرها بسهولة، فبدلاً من أن كنت ترى الشباب هم صنّاع التاريخ ، تجدهم
يحطمون الرقم القياسي في نقل أمور الغرب لدينا، وكأن الإسلام فارغ، وكأن الدنيا باقية، والجنة وجدت للخيال
فحسب
وكأن تلك الأمور التي حرمها الله علينا بالدنيا وفعلناها ستعود لنا بالجنة
.. لا .. ما أحللته على ذاتي رغم
أن الله حرمه علي في الدنيا، محرم علي بالآخرة .. فحينها علينا الإختيار
في أيهما نريد المتعه؟؟! ..
حين قلت أنني لا أنتقد التصرفات كثيراً كنت أقول: أن دواخل المرء لا يعلمها إلا الله، لكني أسعد كل السعادة
حين تعرف أن كل مرء منا يعرف هدفه مما يفعل ..
حين أطيل الشعر، ألبس الملفت، أستمع للغناء، أتبرء من الانتماء.. ماذا بعد ؟ ما هو هدفك ؟ ومن ثم ماذا؟
اعتقد أن كل شخص منا لو سئل نفسه هذا السؤال قبل أن يُقبل على فعل أمر ما، سيجد أن ربع تصرفاته ذهبت بالتفكير
في مدى أهمية التصرف، وأن النصف منها قد تعدل من تلقاءِ نفسه
فألسنا نطالب بالحرية ؟؟! فماذا بعد الحرية إلا الصلح والصلاح والإستقامة بالتأكيد
ولا يُعقل أن يقول قائل: بعدها يكمن التحرر من الأنظمة والفوضى
لذا أعود وأقول برأيك مـــاذا بعــــد ..؟؟؟!