الأحد، سبتمبر 21

صباح جديد يا غائبة عني





صباح جديد..
 من الغريب جدًا أن تستيقظ ككل يوم لتقول لذاتك: "صباح الخير"..
ببساطة لأنها كلمة تأسر يومك ..
من الغريب جدًا أن تُميّز أشخاص بحد ذاتهم لرغبة بداخلك أن تتحد مشاعرك مع مشاعرهم، وتتحرر لتكتب لهم كل يوم أحرفًا من صباح ولا تجد ..
 فتَعبر طرقات لا تعلمها لتكتب تصبيحًا لطيفًا لمجهولون قد يمرون وقد لا يمرون ..
تشير بسلام عابق للصامتين وأنت بداخلك تريدها لأشخاص بعينهم لكنك فقدتهم أو باتوا غير متاحين..
دعيني أحرر قليلًا مما لن يصلك يومًا..
 دعيني أهبك أحرفًا لن تكون لغيرك بفؤادي ..
دعيني أخبرك أن صباح العابرين ما هو إلا انعكاسة لصورتك في خيالي..
صباح الخير ،،
يا غائبة عني..
صباح الحب،،
يا راحلة عن عيني بعيدًا..
عن دفئ وجودك بجواري..
صباح الفرح،،
يا سعادتي..
يا عنوان السرور..
ويا ضحكة الأيام..
صباح الخير،،
يا حباً كما البستان يحوينا..
صباحك يا ربيع القلب نور ساطع مذهل..
صباح النورِ،،
يا شمسًا تجلّت في حكاياتي..

تمر الأيام وأنت كل يوم تجمع رسالة صباحية لعينين لن تقرأها، وكأنك تبني كوخًا تعيش فيه لراحل عنك، لن يعود، تسكنه ويكفيك منه أن كل ما فيه أحرف من ضياء، من شروق وابتهاج ..
وتمر بك الأيام من جديد، ويزاد في قلبك الحنين، تزداد روحك شغفًا للقاء، لم تعد تكفيك الكلمات، ولا يوقظك الضياء، لا بهجة تشع في المكان..
فتستيقظ لتمارس صباحك دون أن تلتف لأي من تلك الصباحات التي تحبها كثيرًا ..
كم هو غريب رغم ذلك أن تمسي على عجل، تغمض عينيك على قمر، تتعجل الصباح لتقولها من قلبك:
"صباح الخير يا غائبة"..
وحين تستيقظ تتذكر أن في مثل هذا صباح ذهب سكنك، فتكتمها بداخلك، وتجبر عينك على النوم من جديد..
نوم ينتهي بصباح.. يتبعه صباح.. يتبعه صباح..
فتخط ببسمة متفائلة:
" صباح السكينة،،
 يا طمأنينتي..
يا أمان الحياة..
يا دفء الصباحات الباردة!.."

وتعود لتصنع كوخًا من جديد..