الأربعاء، نوفمبر 5

رسائل لم تعد مخفية ~





سألوني ذات يوم أي نوع من الرسائل تفضلين ؟! 

فكرتُ مليًا.. فكل الرسائل إن صيغت من قلب محب،فهي حتمًا جميلة ..
ولكن أجملها وأكثرها عمقًا وتعلقًا بالذهن هي [الرسائل المخفية] ذلك النوع الذي لن يفهمه إلا المعني به..
أو من أحس شعوره .. 

كم من أشخاص يتقنون فن الخفاء،
قد تكون  الرسائل مجرد أحرف خفية..
نظرات لا تُرى..
أشعار يسمعها.. 
قلم في زاوية المكتب لا يلمسه أحد.. 
اهتمام عميق..
رعاية لا تنتهي..
يحبون بكل ما فيهم أن يرسلوا تلك الرسائل المخفية.. 
وذلك الإحساس النابع منها عميق.. 
جميل حد التعلق به..
 لهذا السبب بالذات نحن نَحِنُ، ونشتاق، ونفتقد كثيرًا أصحاب الرسائل الخفية.. 
حساسون للغاية..
نظراتهم تخترقنا إن أطالوا النظر لأعيننا..
وقلوبهم تغوض بأفئدتنا إن قرأو لقلوبنا أحرف.. 

إنهم الظل الدافئ لأرواح ألهبتها حرارة الشمس..
وضوء نجم خافت في سماء ليل حال..

إنهم النسيم إن اكتمل القمر..
والعبير إن تحرك الشجر.. 
.. 

وأنا اليوم أهدي رسائل لن تعود بعد اليوم مخفية..
أهدي أحرفًا إلى المحاربين في غمار الإسلام..

إلى الثابتين على قيمهم..
إلى كل من خط حرفًا.. 
أو قرأ ماضيًا وأظهره لنا.. 

إلى الفاتحين..
 إلى من سطروا لنا الأمل بصمودهم.. 
إلى القابعين في غياهب الظلم وحدهم..

إلى الكاتبين منذ عصور القدم المسطرين تاريخنا بدمائهم..
إلى من حين يشتد برد أيامنا نهرب إلى دفئ كلماتهم..
إلى من تحاصرهم المآسي..
إلى من حين نفتح كتبهم لنقرأها وكأننا نوجد شقًا صغيرا في باب التعب الموصد..

نجد الغيوم تلاشت عن سماء حياتنا..
نجد شعاعا من الضوء ينير طريقنا.. 
نجد أملًا لنستمر....
لنعيش نفس النهج نناضل... 

إلى أهل الثغور .. بالنفس والمال والقلم واللسان والبنان..
إلى الخضر في حواصل طير.. الأحياء بيننا عند الله شهداء.. 

إلى كل زوجة شهيد.. مجاهد.. أو قاعد.. 

إلى أخوات الأسرى..
إلى الثكالى.. 
إلى أشبال الإسلام..
إلى كل المسلمون..

الله الله بالإسلام..
الله الله بالعبودية لله وحده.. 

إلى الضعفاء..
من ليس بيدهم حيلة.. 
الفقراء إلى الله وحده.. هلموا..

أقم دينك حيث أنت .. 
يقيم الله بك أمة.. 
ويسد بك ثغرًا.. 

فكل مسلم حيث كان مناضل .. 
وحيث كان يمكنه أن ينصر هذا الدين.. 

إن رأى الله منا الصدق فلن نهون..
الله الله يا مسلمون بالإسلام..