الاثنين، مايو 30




وقفنا نتأمل بصمت الشمس في مغيبها عن وجه الأرض .. 

صوت أمواج البحار مع ألحان الطيور تعد لوحة لا تتكرر 

تتمنى حينها لو أن عيونك كاميرا ديجتال لتوثق هذا المشهد منقطع النظير 

اقتربت مني قائلة: أثمة من ينازع شوقه وحنينه وألمه كما تغيب الشمس هكذا ببطئ ؟

لم يكن في خيالي مع هذا المنظر وهذا الشعور وتلك الأجواء والحزن القابع في قلبي 

على الأحوال التي بتنا فيها، إلا أحرف فلسفة لا غير أحاول بها تلطيف صور آلالام 

هذه الأمة التي لا تنتهي، فقلت لها: أتعلمين أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي إن 

وجد من يشاركه ألمه تحمل أشد أنواع الآلآم قسوة وذلًا وتيهًا وشدة وإن كان وحده 

لم يستطع أن ينتفس أحيانًا ..لا بد من شيء ما يشاركك ربما تحتفظين به في زوايا 

قلبك وربما تلمسينه بيدك 

لكن لا بد من مشارك، لا يمكن دونه .. 

ومشارك الإنسان فريد من نوعه، لا يمكن أن يحظى به هكذا بسهولة، لا بد من إئتلاف روح لروح 



حتى تلك الشمس التي تبصرين جمالها


أترين كيف تغيب ثم تشرق كل يوم.. بلا توقف .. ويكأنها بانتظار شخص وحيد 

شغله ضيقه، وأعياه حزنه، وأثقلته وحدته .. 

لتشاركه همًا، وتمنحه نورًا وتبث فيه درسًا من صمودها وثباتها وجمالها مؤثرًا

إنها حتى مع رحيلها بمنظر بهي الجمال

تخبره أن الأمور لا تدوم على حال .. 

إنه كون مفعم بالدروس يستشعره قلبك حين يسخره الله لك 

وحين يسخر لك فيه قلبًا واحد ينبض معك ويقتسم روحك

نقي جميل