الجمعة، أبريل 5

لا دواء بالكذب ~







..
نضطر أحياناً ..أن نداوي جراحنا بكذبة .. نشكلها في ذاتنا ..

وقد نصدقها .. ونعيش فيها أواهاماً طوالا .. 

تأسرنا في داخلها أعواما وسنينا .. فهي في النهاية كذبة .. 
وللواقع جلد أخر يلهينا .. 

نضطر أحياناً أخرى أن نتجاهل كل جروحنا.. فلا نوليها الاهتمام ..ظناً منا أنها ستشفى .. وستلتئم مع نفسها 

فتظل تنزف مفتوحة .. لنتفاجأ بعد فترة أنها تفاقمت .. وتشوهت، وتركت آثارًا يستحيل إزالتها.. 

فنصيحة .. لا تكذب على نفسك، عش واقعك برضا، ولا تنس أن كذبة منكِ تعني جرح عميق في قلبك .. 

لا داعي أن تكون خياليًا في مداواة نفسك، فقط هون الأمور عليها واستشعر أنك في الدنيا، إقرأ في أحزان غيرك، فقط تطلع لأعينهم لتهون عليك مصيبتك،

لا تعطي جروحك هالة كبيرة ومساحة عميقة حتى لاتتوسع منك ، ضيق عليها وانتبه أن تعالجها دومًا .. 

فالماضي وما يحصل به في النهاية عليه أن يبقى ماضي ..

نعم
يعترينا الحنين للماضي كثيرا ..

 
بالأخص ذالك الماضي الذي جمع بيننا وبين الأشخاص صدقنا بالود وفائهم ..

ونتمنى لو نعود لحظه لهذا الماضي ..
 حتى لو كان هذا الطريق هو خرق قلب من نحب بالسكين .. 

نظن أنه سيتألم وكما في الماضي 
سيعود لنا .. 

لم نفهم بعد أنه أستطاع أن يجعل الماضي ماضياً بينما نحن أبقيناه حاضرنا 

كل الجروح أحيانا تتحدث إلا الجروح العميقة تظل آثارها شاهداً طوال الدهر .. 

أتساءل أحيانا ... 

لم كل هذا العناء؟ 

لم دوماً نصر على صناعة الآلام؟ 

لم حين تخفق قلوبنا حبًا .. تثمر لأرواحنا جانبًا أخر من الظلام .يظل يتآكل الحب من هذا العذاب حتى يظهر جانبنا المظلم؟

لم.. وهي كلها دنيا لا تستحق ..؟

ليست بالأساس وطن فكيف تكون موضع أمن ورخاء .. وأظل أتسائل .. كم سيمر على كل واحد فينا 
إلى أن نفهم أن الوطن الحقيقي هو الجنة .. 

وأن الهجرة إلى الله أعظم شعور قد أمتلكه هنا لأتشوق لما هو قادم.
لما ينتظرني عند الله..

حقًا .. كلها أمور لا تستحق مهما كبرت .. 

نعم تؤلمنا .. توجعنا بثقل .. 

نعم تختنق أنفاسنا .. ويبدو الألم غبي .. 

لكننا الآن نمتلك الحل .. 

والعلاج .. فلندع هذا الألم جانباً .. فالجنة تستحق كل عناء .. 


اصنع وطنك في الجنة ولا تفكر بهذا الطريق العابر إلى ذاك الوطن .. 

امنح قلبك انشغالا لما يلى هذا الطريق 

وكن هناك بقلبك وجوارحك 



الخميس، أبريل 4

حكايا أخي 2


..

حين عدتُ مع أخي .. بعد يوم شاق .. وجدته مرتاحًا .. فأراحني ذلك كثيرًا..

شعرت بعمق الأمر .. فتحمست لمزيد من الحديث معه .. حكيت له عن أمور تخصه ولا تخصه ..

دللته على الطريق بمرح وكأنه لا يعرفه ..

- نعم نعم .. يمين .. انتبه هناك مطب .. يا لله كالعادة تحول السيارة لملاهي ..

الى متى يا ابني أعلمك القيادة لو مت ماذا ستصنع بدوني :)

وأخي ببساطه يضحك ..


في لحظه صافية .. قال : ادعي لي

- هكذا أريدك يا رجل .. ثق بالله واستودع عملك عنده فهو خير حافظ الودائع ..

ضربت على صدره برفق .. وقلت بلكنة مصرية ( توته بتاعتي كبرت )

- ربنا يشفيكِ، أنا جائع أريد أن آكل ..


أعلم ما هي الأطعمة التي يحبها أخي .. وأحب أن أشعره أنه مهم لدينا لذا نعرف كل ما يريده .. ربما ليس الكل لكن أغلبه

- أعطني الهاتف

اتصلت على أختى لتحضر بعض الأمور حتى أعود فأجهز الطعام بسرعه .. أنهيت الاتصال معها ..

- شكرا لكِ يا سندس .. كم أنتِ عظيمة ..

 لوهلة شعرت بعمق صدقه .. عمييييق للغاية ..


أغمضت عيني وتنفست بعمق .. أحب أن أقوم بتلك الحركة حين أشعر بعمق الانتعاش تجاه مشاعر لذيذة كتلك ..

قلت بمرح

-صدق من قال .. الطريق إليكم عبر بطونكم يا رجل ..

- وصدق من قال أنكم تفرحون بالخروج أكثر من كلمة أحبك ..

أطلقت ضحكتي المعتادة ..
-لا لا أنت لا تفهم المرأة لا تحاول أن تقول لي أنك تفهمها فأنا لن أصدق ..
-ومن يفهمها .؟
-أووه هناك الكثير رأيتهم بعيني ..
-هل تتوسطين لي بموعد عند ذلك المعجزة الذي استطاع فهمكن؟

ضحكت ونظرت إليه نظرة شك قائلة:
-تريد أن تفهم المرأة ، إذًا ثمة امرأة ؟

تلعثم أخي، وقال: أنت مجنونة فقط أريد أن أفهم يومًا ما قد تأتي ..

لم أطل بهذا النقاش .. وصمت قليلًا

- أخي .. كن هكذا دائما ..

- تكلمي على قدر مستواك ..

- اووه أنا اعلم أني أميرة في زماني فلا تتحدث معي بتلك النظرة ..

حركات التمثيل التي أبدأها ويجاريني فيها أخي .. أحبها جدا ..

يوم آخر سأحكي لكم عن حركة.. أتقناها سويا في إجازة على أرض الوطن في مدينة مرسي مطروح بالتحديد ..


نم بعمق يا أخي .. وكان الله معك ..

انفصال مؤقت ~








الحياة لولا الإيمان لغزٌ لا يُفهم معناه .. 
فعلًا .. اعلم أنها ما هي إلا سنوات .. وينشغل كل منا بحياته .. سينتقل أخي .. وربما أختي

.. أشعر بأن الحديث عن هذا الوقت يجعلني أدرك عمق أن تكون إنسان راضي ..
ترضى بما قسمه الله لك..

:::: 
أول مره قالت لي فيها سارة .. لا يمكننا العيش هكذا معًا للأبد ..

 شعرت باستياء شديد .. بل لا أخفيكم شعرت بمشاعر الخيانة ..


لا تضحكوا .. الأمور في الواقع مختلفة تمامًا .. الأخوة الجميلة التي قد تجمعك مع أحد وتريحك، تتألم جـــدًا حين تفقدها ..

 على اختلاف أفكارنا، أحلامنا، رغباتنا، توجهاتنا، اهتماماتنا ..


أنا وسارة إلا أنه كان يجمعنا طيب شعور جميل .. وهدف واحد .. وإخلاص جميل ..

ابتسم الآن لهذه المشاعر الطفولية الصغيرة التي كنت أحياها في الماضي والتي تركت في نفسي عمقًا لا ينسى ...

أتذكر أولى المرات التي انفصلت عنها بوضوح ..

أول مره خرجت من دونها ..

أول مره " نمت " في مكان ليست فيه ..
أول مره سافرت بدونها ..

أولى المرات كلها .. أتذكرها جيدًا .. ..

أول مره تصادق فيها أشخاص غيري ..

وأول مره قررت أن أصنع عالمي الخاص لأثبت لها أني يُعتمد عليّ ..


وهكذا ..
مرت الأيام .. محور حياتي يدور حولها رضيتُ بذلك أم لا ..

حاولت نسيان ذلك أو الهرب منه أو لا ..

هي محور كل حياتي ..

لا أفهم لم تحاولون تشويه صورتي أمام نفسي ..

لست دلوعة .. أنا أختها التوأم ..
أنا من تشعر بخلجات شعورها أنا من تتقد بي نار الألم.. لمجرد أن تنزعج سارة ..

وهي أيضًا ..
سمعت الكثير عن التوأم .. إلا أن الاختلاف يكمن في أن تعيش حياتهما ..

سمعت عن توأمان غيرنا حاول أهلهم فصلهم عن بعضهم في تفكيرهم وارتباطاتهم ..
قضوا على إثره أشهر عديدة في المشفى ..

الانفصال البطيء أفضل ..

بقيت معها في الجامعة ، والماجستير بإذن الله ..

أهذا يكفي؟! نعم أعتقد ..
أغمضت عيني.. تأملت السكون لحظة..

ماذا عن أخي .. وسلمى .. لا يمكن انفصل عن أمي .. لا يمكن بأي حال 

.. تتابع الأفكار السلبية في عقلك مرارًا .. وتخاف من الفراق جـــدًا ..

تذكرت قول قرأته منذ مدة: إن الله جعل لأنفسكم ثمنا وهو الجنة، فلا ترتضوا لأنفسكم ثمنًا غيرها.

نعم الجنة 
.. يا إلهي .. 

من أتى بفكرة الانفصال تلك .. نعم ربما سننفصل لفترة، كلمات خالي لازلت تتردد بي: بعد المكان لن يفرقنا، إنها الأرواح إن تآلفت وتحابت لا يفرقها شيء .. يا سندس .. 

حقًا .. لا يمكن أن ننفصل ، الجنة هي المستقر وهناك أريد أن لا ننفصل أبدًا .. 

لذا أيامنا معًا .. سأقضيها لأبني ذات المكانة التي تجمعنا في الجنة معًا لا تفرقة ولا أشواق ولا حنين ..

بإذن الله سنلتقي هناك معًا حيث لن نفترق بعدها أبدًا..