الجمعة، مايو 24

قصوا جناحاي







قصوا جناحايّ.. 
أوهموني بالحرية، رغم أنهم سلبوها مني.. 

علموني أن الحب حرام..
لذا خرجت للدنيا وأنا أحرق قلبي ألف مرة حين أشعر بالحب لأحد ..
ولا يتوانى كل من رآني على قتل شعوري مرة بعد مرة،
وإخماد حسي الأخوي لأحد في كل مرة..
وكأنني خلقت كالألة لا تحس ، لا تشعر، فقط تكتم وتسكت..

ما علموا أن الدين حب..
والوجود حب..
وأن حب الله لنا ورضاه عنا هو النجاة من النار ..
 وأنه أسمى المشاعر والمكنونات التي امتن الله بها علينا..

شتتوا فكري، وكوت أحرفهم فؤادي..
جعلوني أسخر من نفسي, وأشفق على حالي..
وأثير رأفة البعض تجاهي..
حين قلت يا فلانة إني أحبك .. 

وصموني بالشذوذ والانحراف..
والتفكير البذيء ..
أسقطوا نفسي أمام نفسي..
شردوا إخلاصي ويتموا مودتي..
قتلوا فيَّ اللطف وأذاقوني مر الجفاء..
لأنني فقط قلت: (أنا أحب).. 

فمن منكم يخبرني: أين الدين منكم ؟!
وأي محكمة ستقبل إدعائي فيكم؟!


~~::~~

قصوا جناحاي..
حين عبثوا بمفهوم سعادتي
هيؤا لي في كل ما أشاهده وأسمعه بأن السعادة كل السعادة حين يغيب عقلي، 
وكأنها كلها تكمن في لهوي، وأخذي، في تمردي، وتيهي.. 
في ضياعي.. 
وحين عشت الحياة لم أجدها كذلك..

~~::~~

قصوا جناحي..

حين أخبروني أن المرأة ملكة بيتها
وأميرة وليها، ثم همَّشوا رأي وتغاضوا عن وجودي..
حتى ألِفتُ الوحدة والتهميش.. 
وحين تعبتُ تعجبوا من بوحي..

من منَّا لم يذق في حياته قص لجناحيه؟!
من منا لم يعيش يومًا شعور التناقض بين الناس؟!

~~::~~

لذا .. عش الدين كما هو ..
فتش عنه، واقرأ في هدي النبي صلى الله عليه وسلم..
دعك من الخلافات..
اقرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم..
طبق في كل مرة حديثًا واحدًا..

اليوم اليوم.. لن آكل إلا بيميني سأحافظ على ذلك..
اليوم سأتصدق على فقير، وسأتحدث معه حتى أرى سعادتي في سعادته..
اليوم سأحب أخي حُبًا يدخلني وإياه في ظل رحمة رب العالمين..
اليوم سأقبل يد أمي وأبي كل صباح وقبيل النوم..
اليوم هو بدأ نمو جناحين من علم..
بعدما حاول العالم كله من قبل وبمساعدة جهلي أن يقصوا جناحاي غير عابئين بألمي..
وتشردي في دروب الحياة ..

اليوم أنا أفهم جيدًا بأن لي قلب ينبض..
وعقل يفكر..
وجوارح تعمل..
وكلها عليّ أن أوجهها إلى خالقها..
حينها فقط ستكون سعادتي أكمل، وحبي أنقى وأطهر..
حينها ستكون لك جناحان من قوة..
لأنك أوجدتهما لله ..

وما كان لله فهو موطن القوة والكمال.. 

هناك تعليقان (2):

  1. بل أطلقي العنان لجناحيك،
    وحلقي في الآفاق بعيدةً عن قوارع العادات، وبوالي التقاليد.

    فقوالبهم المهترئة لم تعد حجاباً عن ما ترتضيه ذواتنا بحكمةٍ.

    الحلال بيِّن والحرام بيِّن، وبينهما أمور متشابهة لم تكن لتنعقد بأحكام مجتمع وضعها العرف ليس إلا.

    وتباً لعقولٍ ترى من قول الجمال شذوذاً أزاح الفطرة عن طريقك.

    هم أقرب إليه والله..

    في النهاية،
    قوافل الركب تسير والغربان تنعق.

    ردحذف

  2. ::

    هي مهترئة فعلًا أجدتم الوصف بُشرتم بالفردوس، ورحمنا الله من سوء قلوب فقدت الحكمة ..
    بورك بكم ولا حرمتم الأجر ولا السعادة

    جزيتم كل الخير ومنتهاه على ردكم الكريم ..

    ردحذف