الثلاثاء، يناير 8

ثقافتي كإمرأة ( 1 )



عند نتأمل ونقرأ عن وضع المرأة قبل الإسلام وفي الجاهلية عند ذلك نستطيع أن ندرك زيف الدعاوى التي يروجها أعداء المرأة المسلمة حول "وضع المرأة في الإسلام" وحقيقة المهانة التي تتعرض لها المرأة عند غير المسلمين.

 فالظلم الواقع على المرأة في ديارنا ليس سببه الإسلام الذي ندين به..
بل سببه البعد عن الإسلام، وفصل الدين الحنيف عن واقع الحياة ونُظُمها..

لا جرم أن الباحث في وضع المرأة قبل الإسلام لن يجد ما يسره، إذ يرى نفسه أمام إجماع عالمي على تجريد هذه المخلوقة من جميع حقوق الإنسانية..

ومن تكريم الإسلام للمرأة:
المساواة في الإنسانية وأغلب تكاليف الإيمان، وفي المسئولية المدنية في الحقوق المادية الخاصة ،وفي الجزاء والآخرة..

ومن مظاهر تكريم المرأة؛ احترام شخصية المرأة المعنوية، وسوَّاها بالرجل في أهلية الوجوب والأداء، وأثبت لها حقها في التصرف ومباشرة جميع العقود بالشكل الذي تريده دون أي قيود لحريتها في التصرف..

يقول الشيخ القرضاوي "كرم الإسلام المرأة إنسانًا حين اعتبرها مكلفة مسئولة كاملة المسؤولية والأهلية كالرجل مجزية بالثواب والعقاب مثله..

حتى إن أول تكليف إلهي صدر للإنسان كان للرجل والمرأة جميعاً؛
حيث قال الله لآدم عليه السلام وزوجة (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا).

ومن مظاهر التكريم للمرأة في الإسلام أنها قسيمة الرجل، لها ما له من الحقوق، وعليها أيضاً من الواجبات ما يلائم فطرتها وتكوينه وعلى الرجل بما اختص به من شرف الرجولة وقوة الجلد أن يلي رياستها فهو بذلك وليها، يحوطها بقوته، ويذود عنها بدمه، وينفق عليها من كسب يده.

قال تعالى (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة)
تلك هي درجة الرعاية، لا يتجاوزها إلى قهر النفس وجحود الحق.

وحظيت المرأة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأجمل تكريم حينما جعل النبي خير المؤمنين الذي يعامل أهله بكل معروف وخير، حيث قال:
"خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"
وهذه من أرق مظاهر التكريم في الإسلام للمرأة حيث حفظ كرامتها وإحساسها ومشاعرها..

ومن مظاهر تكريم الإسلام للمرأة أن نهى الرجل أن يضرب المرأة بلا مسوغ وجعل لها الحق الكامل في أن تشكو حالها إلى أوليائها وأن ترفع للحاكم أمرها..

فالإسلام حين أذن بضرب الزوجة لم يأذن بالضرب المبرح الذي يقصد به التشفي، والانتقام والتعذيب، وإهانة المرأة وإرغامها على معيشة لا ترضى بها وإنما هو ضرب للحاجة وللتأديب، تصحبه عاطفة المربي والمؤدب..

أضيف إلى هذا أن ما وصلنا من سنة النبي صلى الله عليه و سلم أن هذا الضرب ليس بمعنى الضرب بقدر ما هو بمعنى لفت النظر (بالمسواك(..

فليس للزوج أن يضرب زوجته بهواه وليس له إن ضربها أن يقسو عليها، بينما لو ذهبنا لإحصائيات في فرنسا ففي كل خمسة أيام تموت امرأة بسبب ضرب شريكها لها..

وستة ملايين زوجة تضرب كل عام في أمريكا وأن ألفين الي أربعة آلاف يفضي ضربهن إلي الموت..
و100 مليون دولار خسارة أمريكا نتيجة دفع فواتير التامين للأطباء المعالجين لحالات الضرب..
يكفى أن المرأة المسلمة تحتفظ باسم عائلتها و نسبها..
على عكس المرأة الأوربية التي تتخلى عن اسم عائلتها و كأنها أمة سبية حتى اليوم..

وللتأكيد على حسن تعامل الإسلام مع المرأة ذكر النووي في شرح حديث حجة الوداع:
(وفي هذا الحديث إباحة ضرب الرجل امرأته للتأديب، فإن ضربها الضرب المأذون فيه فماتت وجبت ديتها على عاقلة الضارب، ووجبت الكفارة في ماله)..

وجبت الإشارة أيضًا إلى:
 أن النصوص التي تجيز تأديب الزوجة بالضرب كلها نصين فقط في القرآن والسنة، بينما نصوص الحث على المعروف معها  وعلى معاملتها بالحسنى وإكرامها أكثر من أن تعد أو تحصى..

ولا ننسى أن الزوج بحكم أنه يحاسب عن امرأته يوم القيامة قد أعطاه الله بعض السلطات عليها لأنه مسئول عنها، يعنى هو تأديب رعاية واهتمام. سنعرض في تدوينة قادمة بعض الجوانب الأخرى ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق