الأحد، يناير 20

أحلامًا سعيدة ~

 


أحلامًا سعيدة.. كلمة بسيطة لكن تطبيقها بالنسبة للآخرين..  عميق للغاية.. 

بالأمس.. لم تنم صغيرتي وبنت خالتي على سريرها وأصرت أن أكون معها.. وبعدها طلبت مني أن أقص عليها حكاية، فكرت وقررت أن أحكي لها عن فتاة مميزة تحافظ على أذكارها وتقرأ قرأنها وكيف تبدو بطلة وشجاعة ويحفظها الله من كل شر؛

لأنها تعاون والدتها وليس والدتها فقط بل وصلت البطولة بالفتاة الصغيرة أن كانت تساعد كل ما تراه محتاج دون أن يطلب ظللنا نسترسل في القصة، وحين شعرت أن النوم سيطير وليس العكس قلت وهكذا عاشت بسعادة.. 

فأصرت أن أحكي لها عن قصة جديدة، لكن هذه المرة لفتاة شريرة.. 
فبدأت بالقصة..
تقريبًا حاولت أن أجعلها تبدو أكثر واقعية لكني جعلتها إنسانة شرية لا تساعد أحدًا أنانية، لا تتعرف على أحد، ولا تحب أن يشاركها أحد أمورها الجميلة. ونهاية لا تسمع كلمة أمها ولا أختها التي تكبرها.. لكنني خفت أن تبدو القصة الشريرة في عينها بطلة..
فأنهيت القصة بأن ( شرشورة) تعرفت على (ياسمين) وبدأت ياسمين بتغير حالها.. قليلًا قليلًا  وأيضًا عاشوا بسعادة كأصدقاء.. 

حينها بدأت تنام أميرتي الصغيرة.. فكرت بعدها أنني ذات يوم قرأت.. أن تلك القصص التي نحكيها لصغارنا قبل النوم ترتبط بعقلهم جدًا وتؤثر على حياتهم وطريقة تفكيرهم.. وأذكر أني قرأت قصة:

في إحدى المدارس سأل المعلم طلاب الصف الأول :
كل واحد يقول لي ماذا يريد أن يصبح عندما يكبر؟؟
بعضهم قال.. طيار.. طبيب.. شرطي.. كلهم إجابتهم كانت تدور حول ذلك..
إلا واحد منهم قال شيئا غريبًا.. ضحك منه التلاميذ...
هل تعلم ماذا قال ؟؟


قال : أريد أن أكون صَحَاِبِيّْا..

تعجب المعلم من التلميذ..
قال لماذا صَحَابِيّْ ؟

قال : ماما كل يوم قبل أن أنام تقول لِّي قِصَّةَ صَحَابِيّْ..
الصَّحَابِيّْ.. يُحِبُّ الله.. و بَطَلْ.. أريد أن أصبح مِثْلُهْ..

سكت المعلم..
يحاول منع دمعته من هذه الإجابة..
وَعَلِمَ أن خلف هذا الطفل أمَّاً عظيمة لذلك صار هدفه عظيماً..

حقيقة نحن لا نهتم أن نقضي وقت ما قبل النوم مع الأطفال لنقرأ لهم حكاية ليناموا بهدوء وربما لا نستوعب أن  من خلال تلك القصة يمكننا أن نوصل لهم أفكاراً نحتاج أن يتعلموها ويتقنوها 
فالأطفال يقدسون جدًا ذلك الوقت ما قبل النوم 
ويصبح من الأوقات المحببة للطفل ولنا أيضًا لأننا نجد بعض التغيرات بعدها.. 

حكت لي أمي أنه في صغرنا، كانت تحكي لنا خالتي قصصًا كثيرة وكنا نتغير معها بسببها بعد تقدير الله.. 

أنا وأنتم يجب نعي أن الحياة خطوات..
فلم لا نحاول السير بخطى جيدة واثقة دون أن نقفز ومن ثم نستغرب لم الأمور حولنا اختلفت.. وتغيرت ولم تكن كما تربينا.. نحن أيضًا نشكل تقصير حين لا نساعد من حولنا على استيعاب أو السير نحو الأفضل 

هل تعي كم طفل سيتغير حين تحكي له قصة قبل النوم في صغره؟!!
لا تستصغر الأمور التي تقدمها،
ربما يجعل الله في تلك القصص مستقبل آخر لأولئكَ الأطفال..
وربما تكون سببًا في خيرٍ كثيرٍ يحصل لهؤلاء الأطفال حولك.. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق