الأربعاء، أكتوبر 2

براءة كل يوم


 أقفُ أمام مدرسةٍ للأطفال كل يوم انتظر ُ السائق الموكل بإيصالي للجامعة.. 
تخطيت مرحلة البكالريوس .. 
كبرتُ كثيرًا وابتعدتُ سنواتٍ كثيرة عن سنِّ الطفولةِ والبراءةِ.. 
لذا فأي طفلٍ أمام ناظري يُعدُّ كمًّا من البراءة أرغب باحتوائه..
تلك البراءةِ التي تركتنا وحدنَا نخوضُ مع الأيامِ معارك الاستقرار..
رغمَ كلِّ المقولات والشعارات التي تؤكد أن زمن البراءة انتهى.. 
إلا أنني حين أقفُ هناك فقط أشعر بهذا العالم السرمدي البريء يحيط بي.. 
أراقبُهم عن كثب، يومًا بعد يوم..
أتطلعُ في وجوههم.. 
يخرجُ الأبُ ويفتح باب السيارة..
ينزلُ الطفلُ ويقفُ بجانبه بكل براءة، يميلُ برأسه للخلف ويرفع بصره، يتطلعُ لأبيه ويتعلقُ بيده.. 
لدى البعض ابتسامة جذَّابة مُشرقة.. 
بينما يهمُّ الأب بالسير نحو بوابة المدرسة..
هنا نقطة التغيير..
إما أن يسيرَ بفرح، وإما أن يبكي وكأنه يسير نحو معتقله.. 
حينها أتساءَل أيُّ العوامل تؤثر في كلاهما..
ذلك المبتسم والآخر الحزين، هل للأب دور في تحفيز  ابنه أن ينطلق نحو الأفق في أولى الخطوات فيملئ قلبه ثقة بنجاحه؟! 
أم أن للمعلم ذلك التأثير في صُنع قلبِ صغيرٍ شغوفٍ بالمعرفة، وإن كان لا يفهم كليًا، بل يجهل تمامًا خريطة مستقبله..
لا أعلم تمامًا لعلِّي أفهم هذا مع الأيام..
فالصباحات هناك مفعمة بالتأمل..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق