الخميس، أكتوبر 3

جاهلية برّاقة (١)


(1)
أمسكَتْ بالهاتف ضغطتْ الأرقام كانتْ تُحاول التأكُّد من إدارة الجامعة من وصول أوراق قبولها واستقرار وضعها بشكل رسمي..
فمنذ شهرين وهي تركض هنا وهناك..
تُتابعْ أحوالَ قبولها في مرحلة الماجستير..
ينقُلها المسئولون لهذا المكان فيعيدها المسئولون الآخرين إلى ذاتِ المكان الأول أو مكان آخر جديد..
انتهت الجولات بتقديم الأوراق..
داومتْ شهر في الجامعة بلا أوراق رسمية  تُثبتُ قبولَها بشَكلٍ رسمي، فتجربتها السابقة علَّمتْها أن تستفيد من الوقت لا أن يتحكم هو بها..
كلُّ تلك المراحل تذكرتها بينما كان يرنُ الهاتف،
أتاها الصوت..
- نعم
- إن سمحت أنا أسألُ عن سير أوراق قبولي في الجامعة، هل وصلت إلى المسئول؟
هتف بقوة:
- ألم ترسلي أوراقك؟
- بلى فعلتُ..
- إذن كان لابد أن تكوني حصلتِ على ورقةٍ تُفيد قبولك..
- لكنه لم يصلني شيء..
- لم؟ ارجعي لهم لابد أن يعطوك..
هتفت موضحة لربما التبس عليه بعض الإجراءات..
 - أنا منحة داخلية..
 -أنتِ أجنبية!!!
لم تعُد تتألمْ من تلك الكلمة، لكم اعتادتْ عليها، رغم أنها في كل مرة تقال لها تجتاحها مشاعر متضاربة ، أأكونُ أجنبية وأنا من أصول عربية!!
ابتلعت الإهانة، وقالت:
- نعم..
 - انتظري دقائق إذن..
حدث أحد بجواره ،
- أحمد: هل الأجانب لهم إشعار قبول؟
عاد فأجابها :
- عودي لقسم النساء واطبعي جدولك لديهم فلا حاجة لكِ بتلك الورقة..
- قالت: حسنًا
قال لها بنغمة شعرت بإهانة ومنِّة فيها ..
- أنت تدرسين على كفالة الجامعة..
أجابت مدافعةً عن نفسها لتدفع تلك المنة في كلامه وكأنه يدفع تلك الكفالة إن كانت موجودة أصلًا من جيبه الخاص..
 - لا ، أنا منحة داخلية، لا تُغطي الجامعة تكاليف دراستي، أنا أدرُس على نفقتي الشخصية، وهذا مدون في الأوراق الرسمية..
- بل، أنت تدرسين على كفالتنا..
- لم تفهم لمَ هُو مُصِّرٌ كل ذلك الإصرار على إثبات هذا الأمر..
لم تترد في إنهاء المكالمة فقد اكتفت من ذلك المتعجرف..
- حسنًا ، شكرًا لك.
فكل أجنبي عليه أن يتقبل أي شيء..
...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق