جال ببالي هذا السؤال فعلًا .. هل نعي حقًا ما نقول ونقرأ ؟؟!
فذات صباح .. بينما أطلع على كتابات بعض من أتابعهم في (تويتر)
لفت انتباهي بعض الردود على كلام للبخاري عن زواج الصغيرة .. يقول
فيه ..
وبعدها انهالت الردود وأغلبها من فتيات ..
وهي في المهد!! وهي مكرهة!!
أنا لا افهم بصراحة لم يحاول المسلمين دومًا تشويه صورة دينهم في
ذاتهم أكثر من أنهم يحاولوا فهم الدين الصحيح!!
ما الذي ستتوصل له في نهاية تشويهك؟!
إنه دين متناقض مثلًا؟؟ حاشا لله!!
ما الذي تحاول الوصول إليه؟!
هل تحاول أن تصل إلى:
أن النصاري دينهم أكثر عقلانية مثلًا؟!
أو أن دين اليهود مقنع أكثر؟!
أو أن البوذيين يحملون من
التسامح والمحبة والرحمة ما لم تجده عند المسلمين؟!
لمَ تقرأ خطأ دومًا ولا تقرر فهم ما قرأت؟!
لم حين تقرأ كلام فيه شيء من
الغرابة عليك، أو شعرتَ أن تطبيقه صعب في نظرك
لا تعود لكتب الدين؟!
أو تعود
لشيخٍ يشرحه لك؟!
هل يفترض أن أقتنع أنَّ كل ما تجده غريبًا هو الصحيح؟!!
نعم، ما المشكلة في أن تفهم الأمر قبل أن تحكم عليه بالخطأ والصواب؟!
وقبل أن تشنع بكلامك وتقذف العلماء؟!
نعم الزواج بالصغيرة يجوز وهو ليس اغتصابًا ..
من سمح لكم بأن تحددوا الظلم من عدمه في نصوص القرآن .. وأنتم لم
تكلفوا أنفسكم عناء القراءة والبحث ومعرفة الضوابط والشروط!!
كأنكم من زمرة القائلين قال الله: ولا تقربوا الصلاة.. وسكتوا .
حسنًا ..هل الزواج من الصغار اغتصابًا في ديننا؟!
بينما يُعدُّ حرية في الأديان الأخرى!!
هكذا تودون الوصول إلى هذا بعقلياتكم الفذة والفريدة من نوعها؟!
في الواقع أنا لا أخاطب أشخاص لا تعي من الدين سوى اسمه..
إنما أخاطب أناسًا تركوا للآخرين حرية العبث في عقولهم، وكأنهم يحاولون
إثبات أن الدين فيه خطأ!!
إن لم تقتنع بما تقرأ لأحد العلماء فأقرأ شرحًا آخر ولا تأخذ
الكلام على ظاهره ، فالشعر حين تريد فهمه؛ تقرأ معانيه ومواطن جماله..
والدين كذلك !!
فيما مضى كان الزواج من الصغيرات متاح على أسس أجنبية.. إن كان لا
يقنعك إلا الثقافة الغربية .. فقد نصت إحدى الاتفاقيات الدولية على:
«طبقا لميثاق الأمم المتحدة، في تعزيز الاحترام والمراعاة
العالميين لحقوق
الإنسان وللحريات الأساسية؛ للناس جميعًا دون تمييز بسبب العرق أو
الجنس أو اللغة أو الدين .................................
وإذ استعدت الذاكرة فإن المادة رقم 16 من الإعلان العالمي لحقوق
الإنسان تنص على أنه:
1. للرجل والمرأة، متى أدركا سن البلوغ، حق التزوج وتأسيس
أسرة، دون أي قيد بسبب العرق أو الجنسية أو الدين, وهما يتساويان في الحقوق لدى
التزوج وخلال قيام الزواج ولدى انحلاله..
2.
لا
يعقد الزواج إلّا برضا الطرفين المزمع زواجهما رضاء كاملا لا إكراه فيه.
هذه الاتفاقية طرحت في الأمم المتحدة عن
معايير الزواج.
وتم عرض الاتفاقية للتوقيع والتصديق خلال
قرار الجمعية العامة رقم 763 ألف (د-17) في 7 نوفمبر 1962 م ودخلت في حيّز التنفيذ 9 ديسمبر 1964م وقعّت على الاتفاقية 16
دولة وتوجد 55 دولة طرفًا.
فاشتهر غربًا وشرقًا أن الزواج لا يحده سن
إذا وجدت الكفاءة والقدرة على الزواج وتحمل مسؤولياته..
وليس (السن، والكفاءة والقدرة على الزواج)
فقط هو المقصود بالقدرة المادية والنفسية والفسيولوجية.
بل القدرة بجميع أنواعها، وهي متغيرة من
شخص إلى آخر، ولا ترتبط بسن معينة، وكم من رجال كبار في السن، و لا يتحملون
المسؤولية ولا يحسنون التصرف، كما أن هناك صغار السن يحسنون التصرف، وتحمل
المسؤولية فتستقر حياتهم، فالعملية نسبية متغيرة وليست ثابتة.
لكن ما يثير الغرابة أن كل ما لفت أنتباه من ردوا كلمة (مكرهة)
لم يلفت أنتباههم مثلًا أن زواج بالصغيرات في عصرنا هذا إنما هو حالات
معدودة ولا توجد سوى في مناطق معينة يسود فيها هذا العُرف بين أهل المنطقة..
بل إن أصل الزواج قديمًا كان في سن قريبة من العشر سنوات، وكلنا
لنا جدات تزوجوا في سن 13 عشر وربما أقل أو أكثر ..
ولم يلفت أنتباههم أنه قال جائز إذا تحققت عدة شروط، وهي:
1. أن أحوالهن تختلف في ذلك فالحِل ليس على إطلاقه..
2. لا يجوز لأزواجهن البناء بهن إلا اذا صلحن للوطء واحتملن الرجال..
3.
وأن
يكون هذا الزوج كفء..
يعني إن لم توجد الشروط هذه فلا يجوز تزويجهن
يا أفاضل ..فقط اعرفوا دينكم تسلموا ، لا تحملوا ذنوب أشخاص يتبعونكم لأنهم على علم أنكم على صواب .. لا تحملوا أوزار آخرين
لست أطلب سوى أن تفهم ..هل هذا كثير ؟! ..