لازلت أذكر جيدًا يوم ولادتك جيدًا.. وكم
كانت فترة وجودك ببطن أمي طويلة بالنسبة لي
وكم شعرت بالغيرة لكونك دومًا مع أمي بينما أنا
أُحرم منها أحيانًا
لن أنسى أني أول من رآك .. وكم شعرت بالفخر كوني
فتاة ساعدت أمها على تحمل الألم قبل ظهورك
ثم أبعدونا عنكِ حتى لا نؤذيك كنت يومها في حالة
مستعصية
وكان لدي اختبار قرآن عند أستاذ محمد رحمه الله
تعالى
..
وبعدها بكم شهر اغتربنا
لن أنسى حديث نفسي عنكِ حينها ..
كم كنت أقول كيف ستعيش بعيدًا عن كل شيء جميل هنا
كبرت يا صغيرتي كثيرًا :)
ولم أشعر بذلك، مازلت بعيني تلك المدللة التي أحافظ
على وجودها بعيدًا عن حدود الخطر
وحدود " الحمام" أكرمك الله أكثر 😛
..
مرت الأيام سريعًا، أؤمن بأني كنت أقسو عليكِ
كثيرًا وليكن في بالك أني أحبك كثيرًا
أحب صغيرتي التي لا ترى الصغر صغرًا لأننا معها
أحب تلك الفتاة.. دومًا أراها متميزة..
وليكتب التاريخ كم تعبت معك :) وكم أرهقت نفسي
للركض خلفك أنت وزياد ومروان وبسنت..
في تلك الحديقة التي أظنك حفظتِ تاريخ بلاطها أكثر
من بانيها..
وكم مرة استيقظت قبل أن تشتد الشمس لتكتسبي من ضياء
الشمس نفعًا
..
أتعلمين.. سأخبرك بسر لعلي أول مرة اعترف به أمام
نفسي..
رغم أنه مر عليه بداخلي بعدد أيام عمرك أو أقل قليلًا..
لطالما كانت أمي حين تحثنا على أخذك للحديقة
للترفيه والانتفاع بضوء الشمس تقول:
"حينما
ترينهم يلعبون حولك مسرورين ستشعرين بالسعادة وكأنك أنت من لعبت كما كنت أشعر أنا
أيضًا معكم"..
ولطالما كنت أفكر في تلك العبارة في طريق الذهاب
للحديقة وحتى يومك هذا..
وأقول يالله يا أمي أنت طيبة وصبورة لذلك تشعرين
ذلك أما أنا
:/
ولكني حقًا كنت أشعر بالسعادة حينما أراك تضحكين
وتركضين هنا وهناك، وكأن الدنيا بعيني شيء آخر وحين أعود للبيت وتسألني أمي عن
شعوري.. كنت أنكر رغم سعادتي..
ولتعلمي أني أقص عليك ذلك لأجعلك تدركين مدى صبري
وطيبتي كما أمي تمامًا.."حفظ الله أمي" :))
في هذه الذكرى اللطيفة ..
أتمنى أنكِ أدركتِ كم أنت مختلفة كثيرًا عن
صديقاتك، وستظلين تلحظين ذلك..
وأرجو أن تقودك تلك الملاحظات لإصلاح نفسك أكثر،
وحتى إن شعرت بغربة بين العالم..
ولا تقودك تلك الملاحظات للإنحدار بنفسك نحو السوء،
لتثبتي للعالم أنك أكثر من طبيعية..
فالغريب يا صغيرتي في هذه الأيام أفضل بكثير من
العبيد..
الغريب يا صغيرتي عليه أن يتبع نهج الدين بالحرفية،
سيسلم كثيرًا..
وأهم سلامة يجب عليك مراعاتها.. هي سلامة نفسك
وقلبك..
إن سعيتِ لسلامتهم سلمتِ مما عداهما بتوفيق الله
وتيسيره لكِ..
لن أطيل عليكِ.. سأترك بعض الذكريات والنصائح
مدفونة لحينٍ آخر..
وأحببت أن يكون هذا اليوم أكثر تميزًا من غيره، وأرجو
أن أكون فعلت..